من المحتمل أن يحتوي هاتفك الذكي الجديد على كاميرا ضخمة بدقة 50MP أو حتى 200MP. ولكن هل يجب عليك بالفعل استخدام إعدادات الدقة العالية؟ بصفتي خبيرًا في اختبار أفضل كاميرا الهواتف بشكل احترافي، وبعد مقارنة أحدث الهواتف الرائدة، فإن إجابتي هي دائمًا تقريبًا “لا”.
في الواقع، بالنسبة لمعظم الهواتف، فإن التصوير بأقصى عدد من الميجابكسل هو إهدار للمساحة ويمكن أن يجعل صورك تبدو أسوأ. لقد أخذت هواتف iPhone 16 Pro Max و Samsung Galaxy S25 Ultra و OnePlus 13 و Google Pixel 9 Pro في يوم مشمس ومشرق لمعرفة متى – إن وجد – تكون المزيد من الميجابكسل أفضل.
إليك ما اكتشفته، بما في ذلك الهاتف الوحيد الذي يفعل ذلك بشكل صحيح.
روابط سريعة
خرافة الميجابكسل: لماذا تلتقط هواتفك صورًا بدقة 12 ميجابكسل افتراضيًا؟
لماذا تقدم لك الهواتف المزودة بمستشعرات بدقة 48 ميجابكسل أو 50 ميجابكسل أو حتى 200 ميجابكسل صورًا بدقة 12 ميجابكسل افتراضيًا؟ يعود ذلك إلى عاملين رئيسيين: حجم المستشعر وتقنية تجميع البكسلات (“pixel binning”). دعونا نتعمق في التفاصيل.
بالمقارنة مع الكاميرات الاحترافية – استخدمت كاميرا Ricoh GRIIIx HDF بدقة 24 ميجابكسل، والتي قدمتها Ricoh كمعيار للمقارنة – يعتبر مستشعر الصورة في الهاتف الذكي صغيرًا جدًا. حتى أن هاتف iPhone 16 Pro Max، الذي يمتلك أكبر مستشعر بين الهواتف الذكية، يظل أصغر بنسبة 40% من المستشعر الموجود في كاميرا Ricoh.
لتعويض هذا القصور المادي، تستخدم الهواتف الذكية ملايين البكسلات لتقديم أداء أفضل في ظروف الإضاءة المختلفة.
تعمل تقنية تجميع البكسلات على دمج مجموعة من البكسلات المتجاورة (على سبيل المثال، 16 بكسل في هاتف Galaxy بدقة 200 ميجابكسل) في “بكسل فائق” واحد. من المفترض أن تكون الصورة الناتجة بدقة 12 ميجابكسل أكثر وضوحًا، مع ألوان أكثر دقة وتقليل التشويش. ولكن هل يستحق التصوير باستخدام جميع البكسلات الأصلية المحاولة؟ هذا ما سنجيب عليه لاحقًا.
نتائج الاختبار: متى تعني زيادة عدد الميجابكسل صورًا أسوأ؟
أجريت اختبارات مكثفة على كل هاتف، والتقطت صورًا بكل دقة متاحة. في معظم الحالات، كانت النتائج قاطعة: التزموا بالإعداد الافتراضي 12MP للحصول على أفضل جودة. ففي كثير من الأحيان، يؤدي رفع دقة الكاميرا إلى عدد ميجابكسل أعلى إلى صور أقل جودة بسبب عوامل مثل حجم المستشعر ومعالجة الصور. لذلك، فإن الإعداد الافتراضي 12MP يمثل نقطة التوازن المثالية بين حجم الملف وجودة الصورة.
وضع 200 ميجابكسل في هواتف Samsung: هل يجعل الصور أسوأ حقًا؟
يشير اختبار أُجري مؤخرًا على هاتف Galaxy S25 Ultra إلى أن استخدام وضع الـ 200 ميجابكسل قد لا يكون الخيار الأمثل دائمًا. على الرغم من سهولة التبديل إلى وضعي 50 ميجابكسل أو 200 ميجابكسل مباشرةً من تطبيق الكاميرا، إلا أن النتائج قد تكون مفاجئة.
أظهرت التجربة أنه كلما زادت دقة الصورة، أصبحت أغمق بشكل ملحوظ، مما أثر سلبًا على الألوان ومستوى التفاصيل.
وضع الـ 48 ميجابكسل في iPhone يستهلك مساحة تخزين بشكل كبير
أظهرت اختبارات هاتف iPhone 16 Pro Max أن استخدام وضع الـ 48 ميجابكسل لالتقاط الصور قد يكون مكلفًا من حيث مساحة التخزين. للوصول إلى وضع ProRAW بدقة 48 ميجابكسل، يجب عليك أولاً تفعيله من خلال قائمة الإعدادات، وهو ما قد لا يكون بديهيًا للعديد من المستخدمين.
على الرغم من أن الصور الملتقطة بدقة 48 ميجابكسل كانت جيدة، إلا أنها لم تقدم تحسينًا ملحوظًا مقارنة بالصور الممتازة التي يتم التقاطها بدقة 12 ميجابكسل. ومع ذلك، كانت المفاجأة الكبرى هي حجم الملفات: صورة واحدة بتنسيق ProRAW وبدقة 48 ميجابكسل تستهلك حوالي 65 ميجابايت من الذاكرة، بينما الصورة نفسها بدقة 12 ميجابكسل تستهلك 5 ميجابايت فقط. هذا يعني أنك إذا لم تكن قد اشتريت iPhone بسعة تخزين كبيرة، فإن هذا الوضع سيزيد من استهلاك مساحة التخزين المتاحة لديك بشكل ملحوظ.
بالإضافة إلى ذلك، واجه iPhone 16 Pro Max مشكلة في المسافة البؤرية. لم يكن من الممكن الاقتراب بدرجة كافية من الأهداف باستخدام الكاميرا الرئيسية بدقة 48 ميجابكسل لالتقاط نفس اللقطات التي تم التقاطها بهواتف الكاميرا الأخرى. يحتاج iPhone إلى مسافة إضافية تبلغ بوصة أو نحو ذلك بعيدًا عن الهدف للتركيز بشكل صحيح.
على سبيل المثال، واجه الـ iPhone صعوبة في التركيز عن قرب على زهرة باستخدام الكاميرا الرئيسية بدقة 48 ميجابكسل. تم حل هذه المشكلة بالرجوع للخلف قليلًا واستخدام عدسة التقريب 2X، والتي تنتج صورًا بدقة 12 ميجابكسل.
## OnePlus 13: طموح يتجاوز الإمكانيات
يقدم هاتف OnePlus 13 تجربة تصوير فريدة، لكنه قد يبالغ في بعض الجوانب. في وضع التصوير القياسي بدقة 12MP، أنتج الهاتف صورًا ممتازة، حافظ فيها على توازن مثالي بين الألوان والإضاءة، مما أضفى عليها لمسة فنية جذابة.
لكن عند التحول إلى وضع “Hi-Res” بدقة 50MP، بدا أن الهاتف يحاول تقديم أداء يفوق قدراته. ظهرت الصور مفرطة الإضاءة، وكان تأثير العزل (bokeh) في الخلفية مصطنعًا وغير طبيعي. مرة أخرى، تفوق وضع 12MP بشكل واضح، مؤكدًا أن الدقة العالية ليست دائمًا الحل الأمثل للحصول على صور مذهلة. هذا يشير إلى أن معالجة الصور في وضع 50MP تحتاج إلى تحسينات لتقديم نتائج أكثر واقعية وتوازنًا.
الفائز المفاجئ: هاتف Google Pixel 9 Pro يتفوق في التصوير عالي الدقة
من بين أربعة هواتف قمت باختبارها، بدا أن هاتف Google Pixel 9 Pro هو الوحيد الذي استفاد حقًا من استخدام أعلى دقة له. في حين أن الصور التي تم التقاطها بدقة 12 ميجابكسل كانت جيدة جدًا، إلا أن الكاميرا تفوقت حقًا في اللقطات بدقة 50 ميجابكسل. لاحظت المزيد من الضبابية الطبيعية في الخلفية (البوكيه) وعمق مجال رؤية أكثر حدة.
والأفضل من ذلك كله، أن Google حريصة في أحجام ملفاتها. كانت صور 50 ميجابكسل عادةً أقل من 5 ميجابايت – وهو نفس حجم صور JPEG بدقة 12 ميجابكسل في iPhone. في Pixel، يعتبر التصوير بدقة عالية ميزة إضافية بكل المقاييس.
الخلاصة…
إنّ السباق المحموم نحو زيادة عدد الميجابكسل هو أمر رائع لأغراض التسويق، ولكن لا تتوقع الحصول على كل هذه الميجابكسلات في صورة واحدة.
بالنسبة لهواتف Samsung Galaxy S25 Ultra و iPhone 16 Pro Max و OnePlus 13، يفضل الالتزام بوضع التصوير القياسي بدقة 12 ميجابكسل. ستحصل على صور ذات مظهر أفضل مع توفير كبير في مساحة التخزين.
إذا كنت تمتلك هاتف Google Pixel 9 Pro، فلا تتردد في استخدام وضع 50 ميجابكسل. إنه الهاتف الوحيد الذي يوفر صورًا أفضل بالفعل مع عدد ميجابكسلات أكبر دون أي عيوب.